حبيبتي...

 

على صدركِ أموتُ زهرةً حمراءَ من حدائقَ الحميديةِ شهيدا. على فمكِ أنا سفينة مجد عربية تمخر الامواج طامحة في إعتلاء النجم والسماء. أنا فوق جبهتك الناصعة الطاهرة الواسعة العبادانية إلاهٌ عربيٌ مقرَبٌ من الله. منذُ حبكِ وأنا غدوتُ جميع الاشياء في جنان الانبياء...منذُ حبكِ وأنا أمسيتُ سيف داود ودرع ذي القرنين إسكندر وأصبحت قصر بلقيس وحدائق بابل وصولجان نبوخت نصر وكنوز سليمان...منذ حبك وأنا ملاكاً اُحي الى العشاق آيات العشقِ..منذ حبك أصبحتُ كارون الذي يمد النحيطات والانهار والبحار والحيرات بقطراتِ من مياه اُسطوري يقيهن الجفاف والوحشة واللاحب...

 

 

حبيبتي...

 

 

أنتِ قصائد المتنبي. فهي أجمل الحبِ وأصدق الحقيقةِ وأنفع الحكمةِ. هي الرسائل الإلهيةِ النازلة بشكل شعرٍ عربيٍ حماسي ورقيق. وهي أنتِ العربية الصافية الوافية البيضاء التي تحملُ في ثناياها لذة التمر العباداني وهيبة الرجولة الخافجية وطيبة الارض السوسية...أنتِ يا حبيبتي كنوز الادب العربيِّ النابع من الاحزان العربية الدهرية..أقرءكِ ضفائر وصدرا وأرى حرقة امنا هاجر اذ تتلظى ما بين الطفل والجبل مرورا بالرمضاء...أسمعكِ ثغراً وشفاهاً وقبلة حرى لأسمع آهة رابعة العدوية...ألمسكِ خصراً وظهراً لأحترق بحرقة قلب فتاةٍ محمراوية قُتلت غسلاً لشرف القبيلةِ....اُحبكِ يا حبيبتي أهوازية مظلومة من سوسٍ الى الخفاجية..لكنها قوية بحبها وحكمتها ونعومتها ولطفها ونبع قلبه البحر الممتلأ بالنعمِ والمخاطراتِ والمفاجآتِ...

 

 

حبيبتي...

 

لأنني أبيكِ أزدادُ إنسانية ونبوءة. لأنني اُقبلكِ أزداد سُحباً وأمطاراً وسماءا. لأنني اُعانقكِ أزدادُ شموخاً ومجداً..لأنني امشي الى جنبكِ أزدادُ هيبة وبهاءا وعساكر...لأنني أعشقك حقاً ازداد أهوازاً... لانني اُحبكِ أزداد من الالوهيةِ...ها أنتِ مصيري ومسياري...ها أنتِ قدري وقدرتي...ها أنتِ البحار في كأسي والغابات فوق جبيني...ها أنتِ الرسالات في قلبي...والوطن المُضاع في رئتي...ها أنتِ ليلي الذي يسهدني قرناً من الهزائم والتغربِ والشتاتِ...ها أنتِ نهاري الذي يتفتتُ تحت أقدام من لا يرحمني ولا يرزقني ولا يظللني...ها أنتِ في كُتبي الادب العربي يغسلُ من لساني لغة لست لي...يغسلها ساعة وتعود ساعة الى ما شاء الله من ألمٍ...